كلية العلوم الاقتصادية التسيير والعلوم التجارية
مدخل لتاريخ الوقائع الاقتصادية
تهتم ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﺍلتاريخية الاﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ بدراسة وتحليل الظواهر الاﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ خلال ﻓﺘﺭﺍﺕ تطور ﺍلمجتمعات من وجهة نظر تاريخية، ﻭ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻓﻜﺜﻴﺭﺍ ما يطلق ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ التاريخ الاقتصادي اصطلاح التطور الاقتصادي ﺃﻭ تاريخ الأحداث ﻭ ﺍلوقائع الاقتصادية.
1- مفهوم الوقائع الاقتصادية:
هي تلك الأحداث التي عاشها الإنسان
في زمان ومكان معينين والتي شغلت حيزا من التاريخ ومجالا مكانيا واضح المعالم،
فظهرت النظريات الاقتصادية المختلفة لتوضيح وتفسير مجريات هذه الأحداث،
- وعليه فإن التاريخ
الاقتصادي يتناول دراسة الوقائع الاقتصادية التي حدثت في تاريخ المجتمعات البشرية
منذ نشوء الإنسان.
2- الفرق بين تاريخ علم الاقتصاد وتاريخ الفكر الاقتصادي وتاريخ الوقائع الاقتصادية:
- تاريخ علم الاقتصاد: هو البحث في تطور التحليل
الاقتصادي سواء من حيث ظهور النظريات الجديدة أو تطورها، أو من حيث تطور مناهج
الدراسة الاقتصادية في استخلاص النظريات والمبادئ، ومنه فعلم الاقتصاد حديث ودراسة
تاريخه لن تغطي سوى فترة قصيرة.
- تاريخ الفكر الاقتصادي: يقصد بالفكر الاقتصادي الفكر الإنساني في مجال
الحياة الاقتصادية، وهو الفكر الذي يتولى القوانين التي تحكم الظواهر الاقتصادية
ويستنبط النظريات , ويكشف القوانين الاقتصادية التي تفسر وتحكم هذه الظواهر,وكذلك يضع السياسات من
اجل تطبيقها وحل المشكلات الاقتصادية, ومن هنا فان المقصود بتطور
الفكر الاقتصادي هو دراسة التطور الذي يصيب الفكر الإنساني في مجال الحياة
الاقتصادية.
-تاريخ
الوقائع الاقتصادية: هو عرض وتحليل الأحداث التاريخية بهدف استخلاص المضامين
الاقتصادية التي تنطوي عليها والانعكاسات الناتجة عنها بالإضافة إلى تحديد أسبابها
وآثارها.
- علاقة الفكر الاقتصادي بالتاريخ الاقتصادي وبعلم الاقتصاد:
هناك علاقة وثيقة بين
الفكر الاقتصادي والتاريخ الاقتصادي وعلم الاقتصاد من حيث الترابط العضوي والتأثير
التبادل حيث الاعتماد الكبير على الفكر الاقتصادي في تفسير الوقائع الاقتصادية
واكتشاف القوانين.
ا-علاقة الفكر الاقتصادي بالتاريخ الاقتصادي:
يتناول
التاريخ الاقتصادي دراسة الوقائع الاقتصادية التي حدثت من تاريخ المجتمعات البشرية
مند نشوء الإنسان ، إن تفسير هذه الوقائع وتأصيل أسبابها واستنباط الحلول الملائمة
للمشكلات الاقتصادية يتولاها الفكر الاقتصادي الموضوعي المحايد، ولذلك فهناك علاقة
وثيقة بين تاريخ الوقائع الاقتصادية وتاريخ تطور الفكر الاقتصادي الذي يساهم في
استنباط النظريات واكتشاف القوانين ووضع السياسات التي تخدم المجتمع في إيجاد
الحلول لمشكلاته وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الاقتصادية (الطبيعية , المالية
والبشرية).
ومن غير الممكن عزل
الفكر الاقتصادي عن الوقائع الاقتصادية لأن التاريخ الاقتصادي يحدد الإطار العام
للمشكلات الاقتصادية بينما يتولى الفكر
الاقتصادي إيجاد الحلول لها والسياسات الملائمة للتطبيق . ولهذا فان الفكر
والتاريخ الاقتصادي يكمل كل منهما الآخر.
ب- علاقة الفكر الاقتصادي بعلم الاقتصاد:
يبحث علم الاقتصاد في تطور الوسائل والأدوات المتاحة للتحقق من صحة النظريات المفسرة للظواهر الاقتصادية واختبارها عن طريق الاقتصاد الرياضي والاقتصاد القياسي كما يشمل علم الاقتصاد اكتشاف القوانين الاقتصادية التي تحكم العلاقات الإنتاجية والعوامل المؤثرة على الإنسان كمنتج ومستهلك فتحدد وتوجه تصرفاته الموضوعية المنطقية والشخصية التي قد تكون غير منطقية ولكن لها تأثيرات على مجموع الاقتصاد الوطني.
وتتضح علاقة علم الاقتصاد بالفكر الاقتصادي من خلال الواقع الذي يشير إلى إن علم الاقتصاد لم ينشأ دفعة واحدة ولا دون التأثر بالمراحل التاريخية السابقة لتطور التاريخ الاقتصادي والفكر الاقتصادي. فالنظريات الاقتصادية نشأت تدريجيا وكنتيجة لمحاولات فكرية متتابعة. ولذلك فان فهم الاقتصاد لا يمكن أن يتم بمعزل عن تطور الفكر الاقتصادي, ويتعين التفريق بين علم الاقتصاد كعلم له قوانينه ونظمه ومنطقه لتفسير الظواهر الاقتصادية وبين الأفكار الاقتصادية باعتبارها آراء مباشرة راودت المفكرين والمصلحين حول ماهية الثروة أو طبيعة ووظائف النقود في فترة ما, والأفكار الاقتصادية هي بالطبع سابقة لظهور علم الاقتصاد فلا بد أن يسبق ظهور العلم بعض الأفكار عن الحقائق التي يتوفر العلم على دراستها.

0 تعليقات