شعبة الفلسفة
رسالة تخرج لنيل شهادة دكتوراه تخصص الفلسفة والتواصل الموسومة ب:
الإنسان والطبيعة في فلسفة ريتشارد رورتي
إن البحث في الفلسفة الأمريكية يعد من أعقد المواضيع في المشهد الفلسفي المعاصر وهذا راجع إلى طبيعة المجتمع الأمريكي في حد ذاته وإلى السياسة التي تتبعها وتفرضها على باقي دول العالم هذا من منطلق كونها المرجعية الأولى في كل المجالات المختلفة سياسية، اقتصادية، عسكرية، ثقافية...) والقوة المسيطرة على العالم لاسيما ما تعلق منها بالشرق الأوسط والحديث عن الفلسفة في أمريكا هو حديث عن البراغماتية بالدرجة الأولى لأنها تعبر عن طبيعة المجتمع الأمريكي والتي جعلت من الحقيقة وسيلة وليست غاية كما جعلت موضوع الإنسان من أولوياتها وعليه جاءت النظريات الفلسفية بعد الحربين لطرح الإشكال الفلسفي المتعلق بالوجود الإنساني الذي بات يعيش في قلق، قلق وجودي بالدرجة الأولى فالسؤال الأنواري الذي طرحه كانط طالما ظل بؤرة حساسة في تشكل الخطاب الفلسفي المعاصر وهو ما لقي اهتماما من قبل فيلسوف البراغماتية ريتشارد رورتي عمل رورتي على إحياء التراث البراغماتي وإعادة تفعيل نشاطه في المشهد الفلسفي الما بعد حدائي راجيا من الخطاب المعاصر بضرورة العودة إلى واقع الإنسان والاهتمام براهنية القضايا الإنسانية بعيدا عن الميتافيزيقا أو بالأحرى عن نظرية المعرفة كما رسمتها الفلسفة الحديثة وذلك بإتباع منطلق أهم ممثلي فلسفة القرن العشرين كما يرى رورتي (فتجنشتين، هيدجر، وديوي). تضع فلسفة رورتي الإنسان كمفهوم أمام محك جديد، متجاوزا التحديد الماهوي ومتعطشا إلى تأكيد الوجود الإنساني بالتحرر من النزعات والأزمات والتي تتلخص في الكونية والبيولوجية والنفسية، التي غيرت مجرى الفكر الغربي فالفلسفة الرورتية تعد بمثابة ترجمة للمصير الإنساني وعليه عملت على استعادة الإنسان كمشروع أولي
الإشكالية:
تقسيم البحث إلى ثلاثة فصول وكل فصل يندرج ضمنه ثلاثة مباحث
الفصل الأول بالحديث عن بدايات الفلسفة الأمريكية وهو عبارة عن مدخل مفاهيمي للفلسفة الأمريكية بشكل عام قمنا فيه بمساءلة حول حقيقة وجود فلسفة أمريكية بالتطرق إلى نشأة الفلسفة في أمريكا انطلاقا من حركة المضطهدين والخارجين عن القانون الذين يأملون في بناء مجتمع حر فالظروف في أوروبا باتت تحد من حرية الأفراد وتقمع نشاطهم السياسي والديني. كما قمنا برصد أهم نماذج الفلسفة في أمريكا والتي تمثلت في البراغماتية مع بيرس، جیمس وديوي والدور الذي لعبه المشروع البراغماتي في استعادة مفهوم الإنسان من خلال معالجة الإشكال الأنواري ما الإنسان؟ على طريقة رورتي من نحن؟ وذلك بالإشارة إلى الأزمات التي أصابت الإنسان كما حددها كل من نيتشه، فرويد ومارکس وفي ختام الفصل قمنا بتحديد الإنسان ضمن مشروع الحداثة وما بعد الحداثة وتحديد مكانة رورتي باعتباره فيلسوف ما بعد حداثي، وموقعه ضمن البراغماتية الجديدة وموقفه من العقلانية والكونية أي رورتي بين هابرماس وليوطار.
الفصل الثاني والذي وضعنا له عنوان من البراغماتية الكلاسيكية إلى البراغماتية الجديدة استشكلنا فيه طبيعة الانتقال إلى النيوبراغماتية وذلك بالحديث عن البراغماتية التقليدية ثم إعادة وصل الإرث البراغماتي بفلسفة رورتي باستعراض بداياته الفلسفية وأهم المرجعيات التي اعتمدها في تشكيل أفقه الفلسفي مع ذكرنا لأهم المفاهيم التي تشتغل عليها اللاستمثيلي، اللا- تأسيسي، اللا- ماهوي) ودورها في تفكيك المشروع الغربي من خلال تجاوز فلسفة الذات بنقد الإبستيمولوجيا الحديثة ثم انعطفنا صوب اللغة أين اهتم رورتي بفلسفة اللغة وبالفلسفة التحليلية بحيث اعتبر أن سبب المشكلات الفلسفية هو مشكل اللغة بالإضافة إلى الإشارة لمساهمة رورتي في فلسفة اللغة ودحض الرأي القائل بان اللغة الفكر يمثلان الطبيعة / الواقع / العالم وظواهره المختلفة، وبعد الانتهاء من النقد الذي وجهه رورتي إلى الإبستيمولوجيا تحدثنا عن الهيرمنيوطيقا من خلال ذكر أهم مساراتها شلايرماخر دلتاي هيدغر نيتشه غادامير ريكور) بالإضافة إلى اعتماد غادامير كمرجعية في التأسيس للهيرمنيوطيقا مع تأكيد الطرح الذي ينفي وجود ماهية للإنسان من قبل نظرية المعرفة والخروج من التصور المرآوي أي هجرة التمثل والمطابقة وتقديم البديل والمتمثل في المحادثة.
أما الفصل الثالث فكان بعنوان رورتي والفكر السياسي الليبيرالي عالجنا فيه الإشكالية السياسية ومعضلة الليبيرالية في الفكر الفلسفي المعاصر كما استشكلنا فيه إشكالية العدل بين رورتي وجون راولز والأخلاق عند البراغماتيين واختتمنا فصلنا بالحديث عن إشكالية الدين الكلاسيكي والتصور الحديث للدين.
لتحميل رسالة تخرج لنيل شهادة دكتوراه تخصص الفلسفة بصيغة pdf اضغط على رابط التحميل
رابط التحميل :الإنسان والطبيعة في فلسفة ريتشارد رورتي.pdf

0 تعليقات