التربية على المواطنة في الإصلاحات التربوية الجزائرية
أصبحت المواطنة من أكثر المواضيع تداولا في الخطابات السياسية والمؤتمرات المحلية والإقليمية والمنتديات التي تعج بها الشبكة العنكبوتية. وقد برزت أهمية المواطنة نتيجة التغيرات والأحداث السياسية التي عرفتها ولا تزال دول العالم، خصوصا في مجتمعات العالم العربي. حيث أدت هذه الأحداث إلى تهديد کیاناتها السياسية وبنياتها الاجتماعية. وصل الأمر بالبعض منها إلى إحداث تغييرات جوهرية مست حتى الخارطة الجغرافية مثل ما هو حال السودان الشمالي والجنوبي اليوم. وأدت في بلدان أخرى إلى إسقاط أنظمة سياسية ظلت لعقود من الزمن ماسكة بزمام السلطة.
والجزائر هي الأخرى لم تكن أتسلم من هذه الموجة.
فهي عرفت ولا تزال حراكا سياسيا واجتماعيا وإن لم يكن بالصورة التي جرت عليها في بلدان
أخرى. واستشعار للتحديات والأخطار التي بات يواجهها المجتمع الجزائري جراء تیار العولمة
الجارف، والتي اهتزت معها المجتمع وزعزعت تماسكه واستقراره، ومن أجل الحفاظ على كينونته
الثقافية والقيمية واستعادة السلم والأمن الاجتماعيين؛ توجب القيام بجملة من الإصلاحات
خصوصا في الحالات التي تعنى بإعداد الفرد الذي يمكنه أن يحمل على عاتقه مهمة الدفاع
والمحافظة على مقومات ومعالم الهوية الوطنية
من هنا يبرز الدور الهام الذي يجب أن تقوم به المدرسة
في تشكيل الوعي الوطني من خلال عملية التنشئة الاجتماعية والسياسية، وتربية الفرد على
المواطنة السليمة آخذة في الحسبان المشروع الذي رسمه المجتمع لنفسه وفق الأسس الحضارية
التي ترسخت عبر تاريخه الطويل، من أجل ضمان ما ورته وحفاظه على وجوده واستقراره واستمراريته،
وتبرز إلى جانب ذلك أهمية التربية على المواطنة كوسيلة من أجل تحقيق الغايات التي يصبو
إليها القائمون على الحان التربوي ومن ورائهم الكيان الاجتماعي
مشكلة الدراسة
عرفت المنظومة التربوية في الجزائر
منذ الاستقلال إصلاحي عميقين على مستوى التوجهات السياسية والغابات الكبرى لمشروع المجتمع،
أول إصلاح جسدته أمريه 16 أفريل 1976، الذي أملته فترة ما بعد الاستقلال، أين كانت الأسبقية فيه إلى تأصيل المدرسة مضامينها
وإطاراتها وبرامجها فضلا عن ديمقراطيتها وانفتاحها على العلوم والتكنولوجية، فإن الإصلاح
الجديد عليه ظروف أخرى مرتبطة أساسا بالتغيرات التي تعيشها البلاد في الحالات الاقتصادية
والسياسية والاجتماعية وبالحاجات الاجتماعية، الناجمة عن هذه التغيرات في مديرية التقويم
والتوجيه والاتصال، 2009)، وتفرضیه تحديات جديدة تختلف عن تلك التي كان على المدرسية
الجزائرية أن تواجهها في السبعينات، إنما تحدیات من شكل آخر على المدرسة اليوم أن تواجهها
بإعداد أبنائها للعيش في عالم تطبعه عولمة الحياة في شتى مجالاتها المختلفة ( مديرية
القوة والتوجيه والاتصال، 2009). ولما كانت العربية على المواطنة الآلية الأنسب لتحقيق
هذه الغايات، كان علينا أن نتساءل عن الأهداف المتوخاة من هذه التربية وأهم معالمها
من خلال ما ورد في القانون التوجيهي للتربية، الذي يؤسس للمشروع التربوي
أهمية الدراسة:
تأخذ هذه الدراسة أهميتها من :
- أهمية الموضوع ذاته، لارتباطه بوجود المجتمع واستمراره من خلال المحافظة
على قيمه وهويته في ظل موجة العولمة
التي قضت على الخصوصيات المجتمعية.
- أهمية المواطنة وبناء المواطن من خلال تنمية سلوكياته الإيجابية وتنمية
القيم والمفاهيم البناءة، غير تلك التي تهدد
كيان الدولة الوطنية.
- الدعوات الداخلية وحتى العالمية ممثلة في المنظمات
الدولية المهتمة بحقوق الإنسان والطفولة، وفي مقدمتها
منظمة اليونسكو.زائري للألفية الثالثة .
لتحميل الملف كامل بصيغة pdf اضغط على رابط التحميل
رابط التحميل: التربية على المواطنة في الإصلاحات التربوية الجزائرية.pdf

0 تعليقات