مفهوم القروض المصغرة

مفهوم القروض المصغرة

في الغالب يرتبط القرض بالريا، فالباعة والتجار يمنحون أو يقبلون بإقراض الفئات التي لا تستطيع تحصيل قوتها بالكسب، مقابل فائدة، فكانوا بذلك من الأوائل الذين أحدثوا فكرة إقراض القرويين الذين لا يملكون المال الكافي لشراء الدواء وتغطية مصاريف الدراسة لأبنائهم ... شيئا فشيئا، هؤلاء المقرضون صاروا محل نزاع بفعل الفوائد الكبيرة التي ترهق كاهل المفترضين، مما جعل الكنيسة والرهبان يتخلون، إذ قاموا بمبادرات تنظيم قرض صغير محلي من خلال إنشاء صناديق" رايفيزون" في ألمانيا ثم في أوروبا قاطبة، وصناديق دس جاردنز" في كندا، ومبادرات أخرى مشابهة في بلدان أخرى، حيث أن الهدف منها هو تجميع إدارات السكان، وصار الكاهن في أغلب الأحيان أمين الخزينة ويضمن أمن الأموال المودعة أو المدخرة. بيد أن مفهوم القرض المصغر صار معروفا عام 1974م بمبادرة من الخبير الاقتصادي محمد يونس البنغالي الذي انتابه حزن وتعب حين رأى النساء غير قادرات على الحصول على فرض من البنوك المحلية، فقام بمنح قروض صغيرة من ماله الخاص لفائدة مجموعة من النساء لتمويل مشاريع الصغيرة، والخروج من المعاناة، وقد قمن بتسديد السلف التي استفدن منها، إذ وصلت نسبة التسديد إلى 99% في ذلك الوقت. تلك كانت البدايات الأولى للقروض المصغرة والتي تمت في بنغلاديش، حيث شهد هذا الأخير أول تجربة في الميدان من خلال "غرامين بنك " سنة 1983م، والذي يعتبر أول مؤسسة مالية للقرض المصغر وأول بنك في العالم يهتم بهذا الموضوع، فخلال 17 سنة استفاد من تمويله أكثر من اللي عشرة مليون بنغالي، ويوصف القرض الممنوح هناك ب قرض الأمل" لأن أغلب المستفيدين من خدماته هن النساء لأنهن أول من يعاني من الفقر والإقصاء، هذا ما يجعلهن يستعملن القروض المصغرة الممنوحة لهن بدراية وجدية وحرصهن الشديد على تسديد ديونهن في الآجال المحددة إن هذه الأداة التي أحدثت لمساعدة الفئات السكانية الأكثر حرمانا وفقراء سلكت طريقها نحو النجاح، ويتم تطبيقها على مستوى كل القارات بما في ذلك الدول المتقدمة، بمبادرة ومساعدة من الأستاذ محمد يونس من خلال الملتقيات التي يعقدها مع المنظمات المختصة. ولد محمد يونس عام 1940م بمدينة شيتاجونج، من عائلة مسلمة، وهو أستاذ الاقتصاد السابق في جامعة شيتا جونج ببنغلاديش ومؤسس "جرامين بنك" الذي يملكه الفقراء، عمل من أجل إحداث تغييرات نوعية في حياة الفقراء بعد المجاعة التي حلت بالبلد عام 1974م، جعل محمد يونس من القروض الصغيرة أداة أكثر أهمية من أي وقت مضى في الكفاح ضد الفقر، حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع "جرامين بنك سنة 2006، إلى جانب منحه (50 دكتوراه فخرية من جامعات 20 دولة.




Micro-prêts



 تعريف القروض المصغرة.

لا يوجد تعريف محدد وواضح وموحد دوليا لمفهوم القرض المصغر، بينما كان التدرج هو المفتاح الرئيسي بالنسبة لمصممي القروض المصغرة، وفيما يلي نستعرض بعض التعاريف المنظمات وهيئات دولية:| جميع الخدمات المالية شبه.

  • تعريف المكتب الدولي للعمل:

القرض المصغر يشير إلى المصرفية (القروض والضمانات) والتي تتعلق بمبالغ صغيرة.

  • تعريف منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الأوروبية:

القرض المصغر هو الحصول على تمويل مشروعات صغيرة، يستفيد منها الأشخاص المهمشين، الذين يتطلعون إلى خلق فرص عمل خاصة بهم، في ظل غياب آفاق مهنية أخرى، والوصول إلى مصادر التمويل التقليدية غير الممكنة،


  • تعريف الشبكة الأوروبية للتمويل المصغر:

هو عبارة عن فتح طريق الوصول للخدمات المالية للأفراد المستبعدين الذين تم إقصائهم)، وتهدف هذه القروض إلى تمويل وإنشاء وتطوير مشاريع الاستثمار، وتعمل الهيئات التي تقدم القروض المصغرة في الكثير من الأحيان ولكن ليس دائما على توجيه ورصد المشاريع الصغيرة التي تمولها والمخاطر الناجمة عن القروض المصغرة لا يتم تغطيتها تقريبا بضمانات حقيقية، وبالتالي فإن الهيئات المانحة للقروض المصغرة قامت بتطوير ممارسات مبتكرة للحد من هذا الخطر والحد من حالات التخلف عن موعد السداد، مثل تقديم قروض جماعية تضامنية


  • القروض المصغرة في نظر الأمم المتحدة:

القروض المصغرة هي أداة تحرير المبادرة الاقتصادية، وهي آلية فعالة مع الفقراء من أجل تحقيق الكرامة وأعطاء معنى الحياة.

  1. تعريف القرض المصغر في الجزائر:

طبقا للمرسوم الرئاسي الصادر عن وزارة التشغيل والتضامن الوطني المتعلق بتطبيق الإجراءات الخاصة بجهاز القرض المصغر فإن: القرض المصغر هو سلفة صغيرة الحجم، وهو مخصص لاقتناء عتاد بسيط يتم تسديده على مرحلة قصيرة، ويمنح حسب صيغ تتوافق واحتياجات ونشاطات الأشخاص المعنيين، يوجه القرض المصغر إلى إحداث الأنشطة، بما في ذلك الأنشطة في المنزل من خلال العتاد الصغير اللازم لانطلاق المشروع والشراء المواد الأولية، وذلك قصد ترقية الشغل الحر الشغل الذاتي ) والشغل المنجز بمقر السكن وكذا النشاطات التجارية المنتجة  يعتبر القرض المصغر وسيلة لمكافحة الفقر والبطالة، ولقد ظهر في العديد من البلدان السائرة في طريق النمو كعامل فعال في امتصاص الفائض في اليد العاملة، الناتج عن التأثيرات المترتبة عن برامج الإصلاحات الاقتصادية، وينحصر القرض المصغر ببين حد أدنى تكلفة المشروع يقدر بخمسين ألف دينار جزائري50.000 دج وحد أقصى هو أربع مئة ألف دينار جزائري 400.000 دج . وهو قابل للتسديد على مرحلة تتراوح بين 12 إلى 60 شهرا، وتعتبره السلطات العامة برنامجا يهدف إلى ترقية وتنمية الشغل، وهو موجه بالخصوص نحو الفئات التي تعاني من البطالة وتلك التي ليست مؤهلة للاستفادة من جهاز المؤسسة المصغرة، وهو يغطي احتياجات كل الفئات التي تتوفر على قدرات في خلق نشاط لحسابها الخاص. وما يمكن قوله مما سبق هو أن مفهوم القرض المصغر يقصد به:" تلك البرامج التي تركز على تقديم مجموعة متنوعة من الخدمات المالية، وليس خدمات الإقراض فقط للأفراد الذين ليس لهم القدرة على الحصول على تلك الخدمات من المؤسسات المالية الرسمية، القادرين في نفس الوقت على بدء مشروعات استثمارية مدرة للدخل، بمعنى أنه يأتي لمعالجة مشكلة الفقر والبطالة، إضافة إلى معالجة مشكلة الإقصاء الاقتصادي والاجتماعي الذي يعاني منه الكثير من الأفراد الذين يعانون من قلة المردودية وكثرة المخاطر من وجهة نظر المؤسسات المالية الرسمية خوصصة المؤسسات العمومية، وكذا ارتفاع نفقات التمدرس في التعليم، وتعتبر البطالة السبب الجوهري في الصعوبات الكبيرة التي تواجه بعث النمو الاقتصادي في الجزائر الأسباب غير المباشرة لظهور القرض المصغر: وتتمثل فيما يأتي

عبء الديون الخارجية: 

شكلت المديونية الخارجية عبئا كبيرا على الجزائر في بداية التسعينيات، حيث بلغت في سنة 1992م ثلاثين مليار دولار أي ما يعادل من الناتج الداخلي الإجمالي 65% وعند الالتزام بتسديدها يجعل الجزائر تستهلك الموارد المالية التي من المفروض أن تخصص للاستيراد

الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية: 

تصريح العمال، والغاء دعم الأسعار وخاصة المساعدات الممنوحة لدعم الأدوية.


الحفاظ على قطاع التعليم: 

إن ارتفاع النفقات المدرسية شكلت عبا على أولياء التلاميذ، وخاصة الذين لديهم عدد كبير من الأبناء المتمدرسين، أدى إلى انتشار ظاهرة التسرب المدرسي، والتي كانت لها تبعات على الاقتصاد الوطني ثالثا : أسباب ظهور القرض المصغر في الجزائر على إثر انتشار رقعة البطالة وتدني المستوى الاجتماعي لكثير من الأسر الجزائرية في ظل الانفتاح على سياسة اقتصاد السوق وتخلى الدولة تدريجيا عن الاقتصاد الموجه، وما تبعه من إصلاحات في مختلف قطاعات الدولة، جعلها تتخبط في عدة مشاكل، مما أدى بالدولة التفكير بجهاز القرض المصغر كحل من أجل التخفيف من الفقر ومعدلات البطالة المرتفعة والتفاوت الاجتماعي ويمكننا تقسيم هذه الأسباب إلى أسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة:


1- الأسباب المباشرة لظهور القرض المصغر:

وتتمثل في:

أ- الفقر والإقصاء: 

يعتبر الفقر والإقصاء من المشاكل التي تؤرق الجزائر، حيث يعد الفقر ظاهرة اقتصادية واجتماعية ملازمة الاقتصاد الجزائر، التي لم تستطع التخلص منه على الرغم من قدمه، ويعرف الفقر على أنه العجز عن إشباع الحاجات الأساسية أو الضرورية سواء الأفراد أو الشعوب ويمكن تحديد مستوى الفقر في ثلاثة أشكال: الفقر الغذائي المحدد كفقر مطلق والفقر من المستوى الأدنى والفقر من المستوى الأعلى، حيث نجد أن السكان الأكثر عرضة للفقر هم المزارعون وصغار المربين والعمال الموسمين والأسر محدودة الدخل، ويتركز السكان الفقراء عموما في المناطق المحيطة بالمدن والمناطق الريفية والجيلية.

ب -البطالة: 

لفظ يشمل كل الأشخاص العاطلين عن العمل رغم استعدادهم له، وقد بلغوا من السن ما يؤهلهم للكسب والإنتاج.

ولقد كان لتعاقب الأزمات على الجزائر وقعها وصداها على وضعية التشغيل، في حين ساعد في تفشي واستفحال البطالة تسريح العمال الناتج عن الإصلاحات الاقتصادية من خوصصة المؤسسات العمومية، وكذا ارتفاع نفقات التمدرس في التعليم، وتعتبر البطالة السبب الجوهري في الصعوبات الكبيرة التي تواجه بعث النمو الاقتصادي في الجزائر.

2-الأسباب غير المباشرة لظهور القرض المصغر:

وتتمثل فيما يأتي: عبء الديون الخارجية: شكلت المديونية الخارجية عبئا كبيرا على الجزائر في بداية الشعينيات، حيث بلغت في سنة 1992م ثلاثين مليار دولار أي ما يعادل من النائج الداخلي الإجمالي 65% وعند الالتزام بتسديدها يجعل الجزائر تستهلك الموارد المالية التي من المفروض أن تخصص للاستيراد

2. الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية:

 تسريح العمال، والغاء دعم الأسعار وخاصة المساعدات الممنوحة

إرسال تعليق

0 تعليقات