الصورة السورية لاستخبار للشخصية آيزينك
هدفت هذه الدراسة إلى استخبار صدق التركيب العاملي لمقياس آيزينك في الشخصية وتحديد خصائصه السيكوميترية في البيئة السورية. وقد حققت الأهداف التي حددت لها. فقد أمكن استخلاص 68 بنداً من أصل 101 بند موزعة على المقاييس الأربعة وتتسم بمقدار لا بأس به من الاتساق النظري فيما بينها، الأمر الذي يتفق مع التراث النظري والإمبيريقي المتوفر في هذا المجال والذي يشير إلى تمتع هذه الأبعاد بثبات عبر ثقافي.
وتتفق نتائج هذه الدراسة مع نتائج الدراسات السابقة على المقياس فيما يتعلق بمعاملات ثبات المقياس للمجالات الأربعة التي يقيسها، حيث تشير النتائج المتوفرة إلى تمتع مقاييس الانبساطية والعصابية والكذب بدرجات مرتفعة إلى حد ما من الثبات في حين ينخفض معامل ثبات بعد الذهانية، الأمر الذي يعزز من التحفظات المتعلقة ببعد الذهانية التي يطرحها الباحثون في هذا المجال (عبد الخالق،1991).
أما فيما يتعلق بالفروق بين الجنسين في المقاييس الفرعية للاستخبار فقد ظهر أن الذكور أقل عصابية وميلاً لإصدار إجابات خبراتية اجتماعية (الكذب) وأكثر ذهانية من الإناث. وكان الفرق بين الذكور والإناث دالاً جداً عند مستوى 0.0001. ولم يكن هناك فرق يذكر بين الذكور والإناث فيما يتعلق ببعد الانبساط. مع الإشارة هنا إلى أن متوسط الإناث يرتفع قليلاً جداً عن متوسط الذكور في هذا البعد. وتتفق هذه النتيجة مع نتائج عبد الخالق (1991) التي تشير إلى أن الذكور قد حققوا درجات أعلى على مقياس الذهانية وأقل في العصابية والكذب، وتختلف معها فيما يتعلق ببعد الانبساط. وتتفق أيضاً مع نتيجة عويد سلطان المشعان (1993) فيما يتعلق ببعدي العصابية والذهانية وتختلف معها فيما يتعلق ببعد الانبساط. وتتفق مع نتيجة حصة الناصر (1961) التي وجدت أن الميل العصابي عند الإناث أعلى منه عند الذكور وأنه لا توجد فروق في بعد الانبساط. وتتفق أيضاً مع نتائج دراسة يوسف عبد الفتاح محمد (1995) التي وجدت فروقاً في الذهانية لصالح الذكور (الجامعيين) والكذب والعصابية لصالح الإناث (الجامعيات) وتختلف معها فيما يتعلق ببعد الانبساط\الانطواء.
كما تتفق مع نتائج بدر الأنصاري (1999) الذي وجد فروقاً بين الجنسين على مقاييس الذهانية والعصابية والكذب ولم يجد فروقاً بين الجنسين في سمة الانبساط. وكذلك فيما يتعلق بين الارتباط بين كل من الذهانية والعصابية بالتشاؤم وبين كل من الانبساط والعصابية بالقلق الاجتماعي.
وتترابط المقاييس الأربعة ببعضها ووفق متغيرات السن والجنس بدرجات مختلفة. فقد ظهر أن الجنس يرتبط بالكذب والعصابية والذهانية، الأمر الذي يعزز من النتيجة المشار إليها أعلاه. بينما لم يرتبط السن إلا ببعد العصابية فقط. وهو ترابط سالب. ويرتبط بعدا العصابية والذهنية ببعد الكذب ارتباطاً سالباً. كما تترابط العصابية سلباً بالانبساط. وإذا تأملنا الترابط بين الأبعاد الفرعية الأربعة للمقياس عند كل من الذكور والإناث على حدة فسنجد أن الترابط بين السن والعصابية كان سالباً لدى الذكور في حين أنه لم يرتبط بالمقاييس الفرعية الثلاثة الأخرى. كما يرتبط بعد العصابية ببعد الانبساط ارتباطاً سالباً. وكانت جميع الارتباطات دالة عند مستوى (0.001) عدا الارتباط بين السن والعصابية فقد كان دالاً عند مستوى (0.01).
وإذا انتقلنا إلى الترابطات في عينة الإناث فسنجد أن السن لم يرتبط بأي بعد من الأبعاد الأربعة. وارتبط الكذب بشكل سالب بالعصابية والذهنية وارتبطت العصابية بالانبساطية. وفي حين أن النتائج هنا لم تتفق مع نتائج أحمد عبد الخالق (1991) فيما يتعلق بالارتباط السالب بين الذهنية والانبساط، فإنها تتفق معها في الارتباط السالب بين الذهنية والكذب والذهنية والعصابية.
كما وظهر أن الاستخبار يتمتع بصدق تلازمي مرتفع حيث ظهرت ارتباطات دالة بين العصابية والانبساط ومجموعة من المتغيرات النفسية التي قيست بمقاييس متنوعة، في حين أن الذهنية لم ترتبط بشكل دال إلا بالتشاؤم.
وبشكل عام يمكن القول بأن المقياس يحقق المقاييس السيكوميترية التي تجعل منه أداة صالحة للاستخدام في مجالات التشخيص والبحث، وينتظر من دراسات لاحقة أن تشتمل على عينات أوسع من مستويات ثقافية واجتماعية أكثر تنوعاً وعينات ممن يعانون من اضطرابات نفسية وذهانيه وعينات من المرضى بأمراض جسدية وجسدية نفسية مختلفة والتوسع في إجراء الدراسات عبر الثقافية المقارنة.


0 تعليقات