هل التكنولوجيا خطر على الأطفال؟
لكل شيء إيجابيات وسلبيات، النار تحرق إذا استخدمناها بشكل خاطئ لكن بدونها ما قامت الحضارة ولا الإنسانية، التكنولوجيا أيضا كذلك، التكنولوجيا كلمة واسعة جدا، هل يمكننا في هذا العصر منع أبنائنا من استخدام التكنولوجيا، هذا شبه مستحيل وحتى ان استطعنا ذلك هل هذا قرار صحيح؟! من لا يستطيع استخدام الكمبيوتر وغيره كالأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب. شئنا أم أبينا سيستخدم أبنائنا الحواسب والهواتف، ها نحن الآن في وقت الكورونا والتعليم عن بعد لم يكن هناك حل إلا استخدام التكنولوجيا لمواصلة العملية التعليمية. في رأيي السؤال الصحيح هو كيف نحمي أطفالنا من مخاطر التكنولوجيا؟
١ -القبول:
نعم، علينا تقبل أن أبناءنا سيستخدمون الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في حياتهم اليومية بطبيعة الحال، وأنه ربما نستطيع في مرحلة عمرية ما السيطرة بشكل ما على ما يتعاملون معه، لكن ستأتي مراحل عمرية لن نستطيع فرض تلك الرقابة، علينا أن نعطيهم الثقة ونؤهلهم لتلك الفترة.
٢-فهم الوالدين لوسائل التواصل الاجتماعي:
يجب أن نعلم جيدا ماذا يستخدم أبناءنا وماذا يلعبون، في احدى المحاضرات الخاصة بحماية الأطفال من الابتزاز عبر الانترنت نصحنا المحاضر أن نقوم بلعب الألعاب التي يستخدمها أبناءنا قبلهم، وكذلك كل التطبيقات الأخرى، كي نكتشف المحتوى الذي سيتعرضون له ونقرر بناءا عليه ماذا سنفعل.
معرفة سياسات حماية الخصوصية الخاصة بكل موقع أو تطبيق.
بشكل شخصي أمنع أبنائي من استخدام كافة وسائل التواصل الاجتماعي، أكبرهم في الثانية عشر من عمره وما زلنا حتى اللحظة متفقين على هذا المبدأ، أنه لا محتاج إليها. يدرك أيضا أبنائي أنه لا يمكنهم مشاركة صورهم مع أيا كان دون الرجوع إلى، ساعدني في ذلك ما يتلقونه من محاضرات ودروس حول حماية أنفسهم من التعرض للقرصنة والتنمر والابتزاز من خلال الإنترنت.
٣-توعية الأبناء
تعليم الأطفال كيفية الاستخدام المناسب للمحادثات (الشات) ووسائل التواصل الاجتماعي.
توعية الأبناء بمخاطر مشاركة بياناتهم الخاصة وصورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي
مساعداتهم خصائص كل تطبيق بما يناسب سن الطفل ووعيه، وتحديد مواعيد وقواعد واضحة للاستخدام.
سيساعدهم ذلك على الاستخدام الأمثل لتلك المواقع وتحسين مهاراتهم في التواصل الاجتماعي، وزيادة ثقتهم في أنفسهم وشعورهم بالأمان، والتفكير في حلول بديلة وطلب المساعدة عند الحاجة.
٤-التحكم في الذات:
قبل أن نطلب من أبناءنا التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي علينا ان نتوقف لنسأل أنفسنا هل نفعل نحن (الآباء) ذلك، لا يجوز بحال من الأحوال أن ننهى أبناءنا عما نفعله نحن، سيفهم الأولاد أننا نريد التحكم والسيطرة وسيبدأ العناد فالممنوع قسرا مرغوب.
التنظيم الذاتي هي مهارة يتم تدريسها في مواقف مختلفة في سن مبكرة، سواء كان الأمر يتعلق بعدد الحلوى التي يمكن تناولها أو كيفية مشاركة الألعاب مع الأطفال الآخرين. مثل هذه المواقف تعلم الطفل عدم الانغماس في الاستهلاك المفرط وتدعوه إلى التحكم في رغباته وسلوكه.
هذا هو نفس النهج الذي يجب اتباعه من قبل الآباء مع أبنائهم عندما يتعلق الأمر باستهلاك وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت بشكل عام، لا ينبغي أبدًا استخدام الإنترنت كأداة للمكافأة أو العقاب، وأيضا أن يكون الوالدين نموذجا فعلى سبيل المثال: إذا كانت العائلة مجتمعة على طعام العشاء فليس من المنطقي أن يطلب من الطفل ترك هاتفه بينما يمسك الأب بهاتفه أو يشاهد مباراة رياضية أثناء تناول الطعام.
علينا أن نسأل أنفسنا قبل سؤال أطفالنا، هل يمكننا قضاء بعض الأوقات بسعادة وراحة دون استخدام الهاتف وما يحويه من تطبيقات؟ ما مدى أهمية فيسبوك وواتس آب وانستجرام وغيرها من التطبيقات بالنسبة إلى؟ هل يمكنني التحكم في استخدامي لها؟
إذا لم يمكنك الإجابة على تلك الأسئلة فسيكون من الصعب اقناع طفل أو مراهق بما لا تقتنع به أو تقوم بتطبيقه بالفعل.
ستظل مواقع التواصل الاجتماعي كغيرها لها ايجابيات وسلبيات، وسيظل التحديات الذى تواجه الآباء أيضا، كيف نحمى خصوصيات أبناءنا دون أن نخترق نحن تلك الخصوصية! وأن ندرك الحد الفاصل بين الحماية والتسلط! وكيف نجعل آبناءنا منفتحين على مواقع التواصل ويستخدمونها لصالحهم دون أن يتأثروا بها سلبا.
هذا العام بدأ أبنائي استخدام هواتف ذكية للضرورة، في البداية اتفقنا على مبدأ اننى أستطيع فتح الهواتف دون الرجوع إليهم، ليس لعدم الثقة فيهم ولكن لحمايتهم، وأننى سأستخدم تطبيق Family Link ومن خلال هذا التطبيق يمكنني ضبط عدد ساعات استخدام الهاتف وتحديد التطبيقات التي يمكنهم استخدامها ومعرفة مكانهم وغيرها من المميزات، لكن سيتوقف ذلك إذا انقطع تواصلهم بالإنترنت أو أغلق الهاتف. وحتى الآن بفضل الله تسير الأمور على ما يرام


0 تعليقات