كتاب ميلاد مجتمع مالك بن نبي

السلام عليكم أعزائي وأحبائي الباحثين 

مرحبا بكم في مدونتنا royaldzprodz


نقدم لكم في هذه التدوينة هذا البحث العلمي و هو كتاب  مالك-بن-نبي الذي

هو  تحت عنوان:

ميلاد مجتمع 


كتاب ميلاد مجتمع مالك بن نبي


هذه الدراسة جزء من العمل الذي تقوم بنشره تحت العنوان العام

ولكن لها بالنسبة إلى هذا العمل صفة خاصة، حينت لدينا نشرها منفصلة تحت عنوان فرعي هو: شبكة العلاقات الاجتماعية

وهي تشمل في الواقع مقتضى هذا العنوان وبصورة منهجية والمفاهيم النظرية التي ترجع إليها العناصر التاريخية الخاصة ب (ميلاد مجتمع)

وقد بدا لنا من الضروري أن تفسر أولا هذه الظاهرة عامة، قبل أن تعرضها بالنسبة للمجتمع الإسلامي خاصة.

وهذا يسمح لنا أن نحدد في هذه الدراسة، شأن ما يحدث في مدخل أية دراسة، المصطلحات المستخدمة، وخاصة مفهوم لفظة (مجتمع) ذاتها. ونعتقد أننا بهذا قد استجبنا لرغبة القارئ العربي والمسلم، في الوقت الذي يحاول فيه أن يدخل إلى مسرح التاريخ، بعد أن تخطى أزمة تاريخه الكبرى، الأزمة التي تعرفها، والتي تتجلى في سباته التطاول خلال القرون الأخيرة، فهو يحاول أن يؤدي نشاطه المشترك من جديد كما سبق أن فعل يوم كان ممسكة بمشعل الحضارة.

إننا نريد أن تعطي للقارئ العربي والمسلم فرصة التأمل في هذه المرحلة من تاريخ المجتمع، حين يولد، أو حين ينهض، وذلك بأن تريه أن النهضة الحقة تقع في ظاهرة اجتماعية عبر عنها التي لا في حديه المشهور: ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

لم تبلغ العلوم الإنسانية بعد درجة تحديد مصطلحاتها عامة، كما حدث للعلوم الطبيعية، فإن في علم الاجتماع بعض المفاهيم التي تبدو أحيانا غير محددة في ذهن القاري في البلاد الإسلامية، حيث نجد أن اللغات المحلية لا تمثل تماما المصطلحات الحديثة،

وقد يؤدي تعقد المصطلحات إلى مناقشات أقرب إلى الطابع الأدبي منها إلى منطق العالم، كتلك المناقشة التي ثارت وتثور غالبا حول مصطلحي حضارة، ومدنية في البلاد العربية، بيد أن هذه المناقشات لا تعين على جلاء الموضوع، بل تجعله أكثر صعوبة

فن المفيد إذن أن ننشئ أولا الإطار النظري لموضوعنا (ميلاد مجتمع) قبل أن نعالجه من زاويته التاريخية، وهكذا نجد من المناسب أن نذكر في مستهل دراستنا تنوع الظواهر الاجتماعية، التي تنطبق عليها لفظة مجتمع، فنذكر أولا الفرق الجوهري بين في المجتمع الطبيعي أو البدائي، وهو الذي لم يعد، بطريقة محنة، المعالم التي تحدد شخصيته منذ كان، وبين المجتمع التاريخي الذي ولد في ظروف أولية معينة؛ ولكنه عدل من بعد، صفاته الجذرية ابتداء من هذه الحالة الأولية، طبقا لقانون تطوره.

والنوع الأول يحقق نموذج المجتمع الساكن في المعالم الثابتة، كالمجتمعات الموجودة في مستعمرة العمل أو النحل. والقبيلة الإفريقية في عصر ما قبل الاستعمار، والقبيلة العربية في العصر الجاهلي تتلانا هذا النموذج.

أما النوع الثاني فإنه حقق النموذج المتحرك، أعني المجتمع الذي يخضع لقانون التغيير، الذي يعدل معالمه من جذورها.

ومع ذلك فهذا النوع ليس وحيد الصورة، فهو يتنوع من جهة طريقة نشأته، ومن جهة شكل بنائه.

والواقع أن المجتمع التاريخي يمكن أن ينشأ بطريقتين:

فهو إما أن يتركب ابتداء من مواد جديدة، أي من مواد لم تتعرض لأي تغيير تاريخي سابق، فهو يستفد هذه المواد، في الحالة التي تكون عليها في الطبيعة، وبهذه الطريقة نشأت المجتمعات التاريخية الأولى، إبان الثورة الزراعية في العصر الحجري الجديد.

ولكن هذا النوع قد يكون أيضا من عناصر استخدمت في مجتمع تاريخي سابق، تحولت عناصره المكونة له، يسبب تقادمه أو انبساط رفعته إلى عناصر مهيأة للاستخدام في مجتمع جديد

وقد تكون الاستعارة في صورة هجرة تنزع هذه العناصر من الجميع الأم. فجرة التي كونت المجتمع الأمريكي الحالي، وهو المجتمع الذي تكون من عناصر قدمها له مجمع متحضر في حالة توسعة: هو المجتمع الأوربي في القرن السادس عشر، والهجرة التي كونت مجتمع الأسكيمو الذي انتزعت عناصره المكونة له من المجتمعات المفعولية الصينية في الشرق الأقصى


لتحميل الملف اضغط على الرابط الاتي:

التحميل هنا




إذا استفدت منا وأردت مشاركتنا في سيرورة الموقع ساهم معنا بأقل شيء

اترك تعليق رأيك يهمنا   
 

إرسال تعليق

0 تعليقات