هناك حقيقتان اقتصاديتان تصدق على كل المجتمعات البشرية وأدى اجتماعهما إلى نشأة المشكلة الاقتصادية التي أدت بدورها إلى نشأة علم الاقتصاد الذي يدرس هذه المشكلة وما يتفرع عنها وهذين الحقيقتين:
المشكلة الاقتصادية وعلم الاقتصاد
1- تعدد الحاجات الإنسانية وتزايدها:
إن حاجات الإنسان
متعددة، تكررن تجدد، تتزايد باستمرار مثل الحاجة للمأكل، المشرب، المسكن،
العلاج،....الخ
وإن إشباع
هذه الحاجات يتطلب إنتاج سلع وخدمات.
2- الندرة النسبية للموارد الاقتصادية:
تنقسم الموارد إلى:
أ- الموارد الحرة:
ب- الموارد الاقتصادية:
وهي محدودة وغير كافية لإشباع كل
الحاجات الإنسانية أي أنها تتميز بالمحدودية والندرة النسبية ومعيار الندرة
هو
وجود ثمن مقابل الحصول عليها وهي عبارة عن:
موارد طبيعية مثل: الأراضي ما فوقها وما تحتها.
موارد بشرية مثل: العمال وأصحاب المشروعات.
موارد رأسمالية وهي الآلات والمعدات اللازمة لإنتاج السلع والخدمات
اللازمة لإشباع الحاجات.
ومما سبق يكمن تعريف علم الاقتصاد بأنه فرع من فروع العلوم الاجتماعية يبحث في كيفية استخدام الموارد النادرة المحدودة لإشباع الحاجات الإنسانية المتعددة الغير محدودة.
1-
اختيار الحاجات التي سيتم إشباعها.
2-
الاستغلال الأمثل للموارد والاختيار بين الاستخدامات
البديلة لها بحيث يمكن استخدامها لإنتاج أكبر قدر ممكن من السلع والخدمات لإشباع
أكبر قدر ممكن من الحاجات الإنسانية.
و يتبين من ذلك أن
المشكلة الاقتصادية ما هي إلا مشكلة اختيار, و يتصل بهذه العملية 3 تساؤلات أساسية
تواجه كل المجتمعات:
أركان المشكلة الاقتصادية:
س1: ماذا ننتج؟
أي ماذا ينتج المجتمع
من السلع و الخدمات بواسطة الموارد المتاحة لديه.
س2: كيف ننتج؟
أي تحديد طريقة
الإنتاج حيث أن طرق الإنتاج متعددة و يجب اختيار الطريقة التي تحقق أقل تكلفة.
س3: لمن ننتج؟
أي من الذي سيستفيد
من هذا الإنتاج و كيفية توزيعه على أفراد المجتمع.
و تختلف الإجابات على
هذه الأسئلة باختلاف المجتمعات وفقا للأنظمة الاقتصادية الموجودة فيها.
الإمكانات الإنتاجية المتاحة للمجتمع:
عرفنا أن موارد
المجتمع محدودة بالنسبة لتعدد الحاجات الإنسانية, و أن هذه الموارد لها استخدامات
متعددة و أنه يجب الاختيار بين تلك الاستخدامات و هذا الاختيار له تكلفة تـــســـمى
( تكلفة الفرصة البديلة)
مثال:
إذا قرر المجتمع
اختيار توجيه موارده لإنتاج سلع صناعية و كان من الممكن أن ينتج سلع زراعية, ففي
هذه الحالة يكون المجتمع قد ضحى بإنتاج السلع الزراعية و هذه التضحية تمثل تكلفة
الفرصة البديلة لإنتاج السلع الصناعية.
تعريف تكلفة الفرصة البديلة:
هي ما تم التضحية به بسبب اختيار سلعة أو خدمة
معينة.
و لتوضيح عملية
الاختيار التي يواجهها المجتمع عند استخدام موارده يمكن الاعتماد على ما يسمى
بمنحنى إمكانات الإنتاج ppc
.
تعريف منحنى (ppc):
هو المنحنى الواصل بين النقاط التي تمثل التوليفات المختلفة من السلع التي يمكن أن ينتجها المجتمع باستخدام موارده المتاحة خلال فترة زمنية محددة .
خصائصه:
1-له
شكل محدب بسبب تزايد تكلفة الفرصة البديلة نتيجة لتزايد السلع الصناعية على حساب
التضحية المتزايدة في إنتاج السلع الزراعية.
2-أي
نقطة عليه مثل أ‘ب‘ج‘د تدل على إنتاج توليفة معينه من السلع بحيث يتم الاستخدام الأمثل للموارد.
3-أي نقطة على يساره مثل النقطة ن
يمكن إنتاجها ولكن لا تكون الموارد مستغلة بالكامل.
4-أي نقطة على يمينه مثل النقطة م
لا يمكن إنتاجها إذ أنها تتطلب إلى كمية موارد أكثر من الكمية المتاحة في المجتمع.
انتقاله:
ينتقل إلى اليمين إذا زادت إمكانات إنتاج
المجتمع و العكس صحيح و يكون ذلك لسببين هما:
1-زيادة
الموارد الاقتصادية في المجتمع عن طريق اكتشاف موارد طبيعية جديدة مثل (الحقول
البترولية).
2-التقدم
التقني أي التطور الفني الذي يؤدي إلى تطور طرق الإنتاج ومن ثم ارتفاع الإنتاجية.
التقسيمات الأساسية للسلع:
إن الموارد الاقتصادية بأنواعها الثلاث هي عبارة عن
عناصر الإنتاج المستخدمة في إنتاج السلع والخدمات وهذا الإنتاج يشتمل كما ذكرنا
على:
1- مادي
(السلع), مثل: السيارات
2- غير مادي
(الخدمات), مثل: النقل والمواصلات
كلاهما يساهم في عملية إشباع الحاجات الإنسانية..
ويمكن تقسيم السلع التي تشبع هذه الاحتياجات إلى:
أولا: السلع الاستهلاكية والرأس مالية:
1-الاستهلاكية :هي التي تشبع حاجات الإنسان
بطريقه مباشرة مثل:الموارد الغذائية,وهي تنقسم إلى قسمين :
أ/ضرورية: لا يمكن الاستغناء عنها.مثل: الماء
والهواء.
ب2/كمالية: يمكن الاستغناء عنها.مثل: العطور والماكياج..
2-الرأسمالية:وهي التي تشبع حاجات الإنسان بطريقة
غير مباشرة مثل:الآلات والمعدات.
ثانيا:السلع المعمرة وغير المعمرة:
1-المعمرة:هي السلع التي تبقى لفترة طويلة أي لا تنتهي بمجرد
استخدامها مثل:الآلات,السيارات,الأجهزة الكهربائية.
2-الغير معمرة:هي السلع التي تفني بمجرد استعمالها مثل:المأكولات
والمشروبات
ثالثا:السلع البديلة والمكملة:
1-البديلة:وهي السلع التي يمكن أن تحل محل بعضها
البعض الأخر مثل:الشاي والقهوة
2-المكملة:وهي التي تكمل بعضها البعض الأخر أي أن
استخدام أحدها يتطلب استخدام الأخر
مثل:الشاي والسكر,السيارة والبنزين.


0 تعليقات