التأمينات نشأة تعريف أنواع

التأمينات نشأة تعريف أنواع

الإطار العام للتأمين

 يؤدي التأمين دور هام في الحياة الإقتصادية والإجتماعية بفضل ما يقدمه من أمان وطمأنينة لأفراد المجتمع، وهو نظام يصمم ليقلل من الأخطار التي قد تحدث مستقبلا.

التأمينات

لإبراز هذا الدور سيتم التعرض أولا للتأمين من حيث النشأة والتعريف وكذا أطرافه وأنواع التأمينات وتقسيماتها، وعملية التأمين وإعادة التأمين والتأمين المشترك

-1 نشأة التأمين وتعريفه:

تطور التأمين وإنتشر في السنوات الأخيرة نظرا لحاجة الفرد للأمن والإستقرار النفسي، لذا وجب علينا تبيان نشأة التأمين وتعريفه.

-1-1 نشأة التأمين:

يتسم نظام التأمين بالحداثة نسبيا فلم تكن نشأته على يد المشرع بل محصلة تطور طويل وبطيء، ليعيش الإنسان في أمان ويتمكن من مواجهة مخاطر الحياة، والبدايات الأولى له كانت في صورة التضامن بين أهل الحرفة، لتبادل المعونة بينهم حيث يتحمل الأعضاء الخسارة التي قد تلحق أحدهم بإشتراك كل منهم بمبلغ من المال، وكان المجال الأول لظهور التأمين هي المخاطر البحرية إثر إزدهار التجارة، وهذا في صورة نظام القرض البحري.

فعند البابليين ورد في قانون حامورابي سنة 2250 قبل الميلاد على أن التجار يتفقون فيما بينهم في حالة ما إذا فقد أحدهم سفينته ستشيد له أخرى بدلا عنها، أما إذا فقدها نتيجة لخطأ أو إبحارها إلى مسافات لا تذهب إليها السفن عادة فلا يحق له المطالبة بأخرى جديدة.

أما الفينيقيين برزت لديهم صورة أوضح للعقد، حيث يتعهد شخص لمالك السفينة بتحمل مخاطر الرحلة

ثم ظهرت صور جديدة للتأمين على الحياة وذلك بوضع جداول وإحصاءات خاصة بالوفيات، تتيح تحديد درجة إحتمال الوفاة وقسط التأمين  على نحو علمي وفني دقيق مما أدى إلى إكتساب الشرعية القانونية والعملية، بعد أن كان يعتبر من قبيل المضاربة على حياة الإنسان.

وخلال القرن 19 ظهرت التأمينات من المسؤولية وحوادث العمل ومن الأضرار التي تسببها الخيول وتأمين السيارات، وهذا كله بسبب تطور الثورة الصناعية وإنتشار الآلات الميكانيكية وتعرض العمال لمخاطرها.

وقد ظهرت تقنية إعادة التأمين  من طرف ليودس وهذا لإعطاء ضمانات أكثر للشركات المتواجدة في الميدان، وذلك مع تطور الأسس العملية والعلمية لحساب الإحتمالات والتي هي من أصل فرنسي باسكال وبرنولي، وإستعمال أدوات رياضية وإحصائية لاغرانج ولابلاس والمنطق باسكال وفرمان، والتقديرات الأولية للمجتمع جون غرنت، كل هؤلاء أثروا على المؤش رات الحسابية لقسط التأمين وبذلك عتماد المنهج العلمي.

أما في القرن الحالي تعددت مظاهر التأمين وإزدادت حجم عملياته وكثرت مجالاته، بسبب تطور الأنظمة الإقتصادية والإجتماعية وتعقد الحياة الحديثة وزيادة المخاطر فيها والتمركز السكاني في المدن، فأصبح يغطي الكثير من الأحداث الطبيعية كالوفاة والأمراض التي تصيب الحيوان والنبات، بالإضافة إلى المخاطر الناجمة عن الحروب والنقل الجوي بعد ظهور الطائرات، التأمين ضد الحوادث وتكسر الآلات، التأمين على الديون والمسؤولية المدنية (المسؤولية عن فعل غير، المسؤولية المهنية للطبيب أو الجراح)، ونظرا لتطور العلم وإستخدام الذرة في التجارب النووية ورحلات الفضاء واختراع الأقمار الصناعية تنوعت منتجات التأمين والعقود المبرمة، والتي سوف تظل في تطور دائم مادام العلم ليس له حدود.

-2-1 تعريف التأمين:

نظرا لأهمية التأمين في حياتنا اليومية وجب علينا الإحاطة بمفهومه، حيث أن إطلاق مصطلح ما أو تسمية معينة على ظاهرة أو نشاط أو مؤسسة، تختلف مدلولاته وتتباين مفاهيمه وتتفرع معانيه، من حيث المحتوى اللغوي فضلا عن السبب التاريخي لهذا المصطلح أو من حيث الغرض العلمي منه، أو من حيث الوظيفة التي يقوم لنشأته، وعليه فإن البحث عن تعريف التأمين يدفعنا حتما في الخوض في مدلوله اللغوي ووصفه القانوني، وكذا محتواه الإقتصادي وجوانبه الفنية  

 

التأمينات نشأة تعريف أنواع
التأمينات نشأة تعريف أنواع

 





-1-2-1 التعريف اللغوي:

التأمين من آمن أي إطمأن وزال خوفه وبمعنى سكن قلبه، ومن ذلك قوله تعالى في الآية الرابعة من سورة قريش: "..وآمنهم من خوف..".

-2-2-1 التعريف القانوني:

عرف علماء القانون التأمين بتعريفات متعددة، فالقانوني الفرنسي بلانويل يرى بأنه ذلك العقد الذي يتعهد بمقتضاه المؤمن بأن يعوض المؤمن له، الخسائر الإجتماعية التي يتعرض لها هذا الأخير مقابل مبلغ من النقود يسمى قسط التأمين.

التعريف الإقتصادي:

يهدف التأمين إلى تكوين هيئة يساهم فيها الأفراد، لتعويض الخسائر التي قد تلحق بعضو ينتمي إليها. فالاقتصادي الأمريكي ويلبت عرف التأمين على أنه مشروع إجتماعي يهدف إلى تكوين رصيد بغرض مجابهة خسائر مالية غير مؤكدة، والتي يمكن تحاشيها عن طريق نقل عبئ الخطر من عدة أشخاص إلى شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص.

كما أن فريدان عرف التأمين على أن الفرد الذي يشتري تأمينا ضد الحريق على منزل يمتلكه، يفضل تحمل خسارة مالية صغيرة مؤكدة بدلا من أن يبقى متحملا خليط من إحتمال ضعيف لخسارة مالية كبيرة ( قيمة المنزل بأكمله)، وإحتمال كبير بأن لا يخسر شيئا فهو يفضل حالة التأكد من حالة عدم التأكد.

-4-2-1 التعريف الفني:

التأمين لا يوجد إلا داخل مؤسسة منظمة علميا ويجب التأكيد على هذا الجانب لأنه يقوم على أسس فنية، تتمثل في تنظيم التعاون بين المؤمن لهم وقانون الأعداد الكبيرة وحساب الإحتمالات، الجمع بين الأخطار القابلة للتأمين وإجراء المقاصة بين الأخطار، بالإضافة إلى العلاقات التي تتولد بين المؤمن والمؤمن له عن طريق العقد المبرم بينهما.

-1-4-2-1 تنظيم التعاون بين المؤمن لهم:

يرتكز التأمين أساسا على التعاون بين مجموعة من الأشخاص والذين يساهمون في سبيل مواجهة الأخطار التي يحملها لهم القدر، حيث يسمح بتجنب الصدفة وبعث الطمأنينة في النفوس، وبفضله نخفف من حدة الخطر وتوزيعه بطريقة غير مؤثرة بين الأفراد، حيث تنظم شركات التأمين هذا التضامن وتدير الاحتياط للمستقبل

التأمينات نشأة تعريف أنواع

أنواع التأمينات وتقسيماتها:

إن حاجة الإنسان الملحة أظهرت أنواع كثيرة من التأمين حيث يؤدي حصرها إلى قائمة طويلة يكون من، فتم تقسيم هذه الأنواع تبعا للخطر المؤمن ضده وعلى أساس الإدارة العلمية، ووفق الغرض منه الصعب استيعاب وحسب الهيئة التي تقوم بدور المؤمن.

-1-2 التقسيم تبعا للخطر المؤمن ضده:

يتضمن هذا التقسيم تأمينات الأشخاص والممتلكات، تأمين المسؤولية المدنية.

-1-1-2 تأمينات الأشخاص:

تشمل الأخطار التي قد تصيب الأشخاص مباشرة أو أفراد عائلتهم سواء في حياتهم  أو صحتهم وبذلك يدخل ضمن هذا النوع:

_ التأمين على الحياة؛
_ التأمين ضد المرض والبطالة.

-2-1-2 تأمينات الممتلكات:

يتمثل موضوع تأمين الممتلكات في الممتلكات المادية للأفراد والشركات، ويتضمن فروعا عديدة تتمثل في:

_ التأمين البحري؛

_ التأمين ضد السرقة وكسر الزجاج؛

_ التأمين على الماشية والمحاصيل الزراعية ضد تقلبات الطبيعة؛

_ التأمين ضد الزلازل والبراكين، الكوارث الطبيعية والحروب؛

-3-1-2 تأمينات المسؤولية المدنية

يتضمن تأمين المسؤولية المدنية الأخطار التي تصيب شخص ويكون مسؤولا عنها شخص آخر، وغالبا ما يكون مصدر الضرر المسؤولية التقصيرية للمؤمن له. ويشكل وسيلة فعالة لحماية حق المتضرر من تماطل وإعسار المسؤول عن الحادث، وتشمل مايلي:

_ تأمين المسؤولية المدنية للمالك إزاء جيرانه، عن الأضرار التي تصيبهم بسبب أي خطر يحدث في مبناه ويمتد إلى ممتلكاتهم

_ تأمين المسؤولية المدنية لأصحاب السفن والسيارات والطائرات، مالكي المحلات العامة كالسينما والمطاعم، المسارح والفنادق؛

_ تأمين المسؤولية المدنية لأصحاب الأعمال من إصابات العمل والأمراض المهنية، الأخطاء المهنية لكل من الأطباء والمهندسين والصيادلة.

-2 -2 التقسيم على أساس الإدارة العلمية للتأمين:

-1-2-2 التأمين على الحياة:

يشمل التأمينات المتعلقة بحياة الإنسان كدفع مبلغ معين عند وفاته، أو عند بلوغه سنا معينا، أو ضمان. معاش خلال حياته، غالبا ما يسمى هذا النوع بتأمينات الرسملة لأنها تقوم على الأقساط المدفوعة دوريا

-2-2-2 التأمين العام:

يتضمن جميع التأمينات التجارية ماعدا التأمين على الحياة، وهو يشمل التأمين البحري والبري والجوي، المسؤولية المدنية والأمراض المهنية.

-3-2 التقسيم تبعا للغرض من التأمين:

يكون الغرض من التأمين اختياريا وبملأ إرادة المؤمن له، أو إلزاميا يفرض عليه من قبل المشرع، ونميز بين نوعين: التأمينات الخاصة، والإجتماعية.

-1-3-2 التأمينات الخاصة أو الإختيارية:

يكون التعاقد بمحض إرادة المؤمن له دون أي نوع من الإجبار، أي أن الرغبة هي العامل الأساسي في العملية التأمينية، ومن أمثلتها:
_ التأمين على الحياة؛
- التأمين البحري.

-2-3-2 التأمينات الإجتماعية أو الإجبارية:

يلزمها القانون في بعض الدول لأغراض إجتماعية، ولذلك لا يساهم المستفيدون منها إلا بجزء بسيط في شكل أقساط التأمين، وهي تشمل:
_ التأمين على السيارات؛
_ تأمين إصابات العمل والأمراض المهنية.

-4-2 التقسيم حسب الهيئة التي تقوم بدور المؤمن:

نميز ضمن هذا التقسيم كل من التأمين التجاري والتعاوني، الذاتي وصناديق الإعانات.

-1-4-2 التأمين التبادلي "التجاري":

ينشأ عندما يتفق عدد من الأشخاص ويتعرض كل واحد منهم لخطر معين، مع إمكانية تقدير الخسارة المالية التي يمكن أن تحل بهم عند وقوع الخطر، على أن يساهموا جميعا في تكوين رصيد لتعويض كل من تقع الخسارة به، وكذلك إتفاقهم المسبق على توزيع الأرباح التي تتحقق من جراء نشاط جمعيتهم.

-2-4-2 التأمين التعاوني:

يقوم هذا النوع على الجمعيات التعاونية التي تنشأ فقط لهذا الغرض، أو لأغراض مختلفة يكون التأمين واحد منها، وإذا نظرنا لهذه الجمعيات كجمعيات تأمين نجدها تشبه إلى حد ما جمعيات التأمين التبادلي، حيث يكون الغرض منها التعاون وليس الربح.

التأمين الذاتي:

يرى بعض رجال الأعمال أن ما يدفعونه من أقساط يفوق ما يدفعه المؤمن من تعويضات، ويعتقدون اتهم قادرين على تكوين إحتياطي خاص يعوضون منه في حالة وقوع الضرر، لهذا يخصصون من أرباحهم مبلغا سنويا يضعونه جانبا وبذلك يتكون لديهم بعد مدة مبلغ من المال، وهذا النوع ما هو إلا إدخار لمواجهة الخسائر المالية التي يمكن أن تنتج عن تحقق أخطار معينة، وليس هناك ما يمنع أي مؤسسة من القيام به بشرط أن تكون في مركز مالي يسمح لها بتكوين الإحتياطي الضروري لمواجهة الأخطار المختلفة.

-4-4-2 صناديق التأمين الخاص"الإعانات":

يكون مجموعة من أفراد تمع جمعيات حيث تربطهم مهنة واحدة أو عمل واحد أو صلة إجتماعية أخرى، بغرض أن تؤدي لأعضائها تعويضات مالية أو مرتبات دورية محددة في حالات معينة كالزواج أو حلول إحدى المناسبات، التقاعد أو ضياع مورد الرزق أو الحاجة إلى نفقات تعليم أفراد أسرة العضو، ولا يجوز إنجاز صناديق الإعانات لغير الأغراض المذكورة إلا بقرار من وزير المالية، وبالتالي يتبين لنا أن الهدف من هذه الجمعيات هو التعاون.

-5-4-2 التأمين الحكومي:

تقوم الحكومة بدور المؤمن عندما تلاحظ أن شركات التأمين تغالي في الأقساط وتفرض شروط تعسفية على المؤمن له، أو عندما تمتنع عن قبول تأمينات معينة تعتبرها الحكومة ضرورة إجتماعية مثل التأمين ضد أخطار الحروب، فقيام الدولة بهذا الدور يعود أساسا إلى اتساع مفهومها ونطاق عملها، حيث لم تعد تقتصر على الوظائف التقليدية وإنما أصبحت كذلك تشمل تحقيق التكافل الاجتماعي بين المواطنين وضمان حياة كريمة لهم، ولهذا تقوم الحكومة في كثير من الدول بتنظيم التأمين الإجتماعي الذي هو في الواقع عبارة عن نظام يشمل التأمين ضد المرض وضد البطالة 

 

#الكتب #الدروس #المذكرات #المحاضرات #الجامعية #الإلكترونية #العربية #الأجنبية

إرسال تعليق

0 تعليقات